əl-Diplomasi
AMEA Şərqşünaslıq İnstitutunun əməkdaşları – aparıcı elmi işçi, t.ü.f.d.,dos. Sübhan Talıblı və elmi işçisi, şərqşünas Elnur Mustafayevlə birgə hazırladıqları “Bəşəriyyətin ən qorxunc faciəsi: Xocalı soyqırımı” adlı məqalə Misir Ərəb Respublikasının məşhur “əl-Diplomasi” xəbər agentliyində “Ən qanlı və vəhşi: Xocalı qətliamı” başlığı altında nəşr edilmişdir.
تقرير: هاشم محمدوف
أكد عامل معهد الدراسات الشرقية التابع لاكادمية العلوم الوطنية الاذربيجانية د. سبحان علي أكبر طالبلي أن قرة باغ جزء لا يتجزأ من آذربيجان واحدى أراضيها التأريخية. وانتهجت أرمينيا التي تأسست في عام 1918 في أراضي آذربيجان التأريخية سياسة الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعوب التركية المسلمة خلال اعوام 1905، 1918، 1920، 1988 و اتبعت سياسة التوطين غير الشرعي في اراضي آذربيجان بمساندة من القوى الاقليمية.
وقال الباحث العلمي لمعهد الدراسات الشرقية التابع لاكادمية العلوم الوطنية الاذربيجانية إلنور مصطفاييف في المنتصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين: شرع الأرمن من جديد بالدعاوى الإقليمية على الاراضي التأريخية الآذربيجانية بما فيها قرة باغ الجبلية والمناطق الاخرى مستغلين الفرصة الناشئة من اجل تنفيذ حلم “أرمينيا الكبرى”. كان يطرح الارمن المزاعم الإقليمية بخصوص قرة باغ الجبلية من الدول الاخرى كل مرة بتبليغ وتحريض أرمينيا وضغطها. ابتداء من تسعينات القرن الماضي. واشتدت حدة القضية حول قرة باغ الجبلية. خلال شهري يونيو – ديسمبر ولذلك العام لقي 12 شخصا حتفهم واصيب 15 شخصا آخر نتيجة هجوم القوات المسلحة الارمينية على قرية قاراداغلي لخوجاوند وقرية ميشالي لمحافظة عسكران . وخلال شهري أغسطس – سبتمبر لذلك العام قتل 17 مواطنا وجرح حوالي 90 أذربيجانيا بسبب استهداف الحافلات السائرة بين شوشا وجميللي، أغدام وخوجاوند، بالاسلحة الثقيلة.
وفي نهاية أكتوبر وخلال شهر نوفمبر عام 1991 أحرق الأرمن ودمروا ونهبوا أكثر من 30 منطقة سكنية في قرة باغ الجبلية، بما فيها الاماكن السكنية ذات الاهمية الاستراتيجية مثل توغ وإمارة قروند، سيرخاوند، ميشالي، جميللي، أومودلو، قاراداغلي، كركيجاهان وغيرها.
وأردف د. سبحان علي أكبر طالبلي من ليلة 25 على 26 فبراير عام 1992 قامت القوات المسلحة الارمينية الارهابية باحتلال مدينة خوجالي و بالابادة الجماعية بدعم الفوج الالي برقم 366 التابع لجيش الاتحاد السوفيتي. وفي نتيجة جريمة المذبحة الجماعية التي ارتكبتها الارمن ، لقي 613 شخصا حتفهم و منهم 63 طفلا و 106 امرأة و 70 عجوزا حسب المعطيات الرسمية. كما أن 8 عائلات مقتولة تماما، ، 27 عائلة ما بقي لها إلا فرد واحد، 25 طفلا فقدوا كلا الأبوين، 130 طفل فقدوا أحد الأبوين، 230 أسرة فقدت أربابها، 487 شخص أصبحوا معاقين و منهم 76 معاقا من غير بالغي الرشد، 1275 ساكنا أصبحوا أسراء، 1165 شخص تم تحريرهم من الأسر، 150 شخص لا علم لنا حتى اليوم بمصيرهم.
أفاد الباحث العلمي إلنور مصطفاييف كانت مدينة خوجالي في الحصار منذ اكتوبر عام 1991.
وانقطعت الطرق البرية المؤدية الى خوجالي منذ 30 اكتوبر و لم تبقى من المواصلات و العلاقات الاتصالية بكافة انواعها ما عدا المجال الجوي بالمروحيات. تم قطع هذا الاتصال بأكمله بعد الموت المأساوي ل41 شخصا حصيلة استهداف المروحية المدنية في مدينة شوشا و انقطعت الطاقة الكهربائية تماما منذ 2 يناير.
يُذكر في بعض المصادر الرسمية بأنه شاركت المفرزات التابعة للقائد العام و قادة الوحدات العسكرية الارمينية بموجب قرار المجلس الاعلى لجمهورية “قرة باغ الجبلية ” غير المعترف بها و جيش “تحرير ارتساخ الوطنية الارمينية” في هجوم مدينة خوجالي.
وأعرب د. سبحان علي أكبر طالبلي أن البطل الشعبي الله وردي باغيروف كانت له مساهمة كبيرة في إنقاذ جثث القتلى خلال مذبحة خوجالي من ساحة المعركة و اطلاق سراح الاسرى الاذربيجانيين من خلال تبادل جثث و اسرى من جنود القوات المسلحة الاحتلالية الارمينية. انه أنقذ 1003 أسير من خوجالي خلال ثلاثة ايام عن طريق العقيد الارميني فيتالي بالاسيان. إن البطل الشعبي الله وردي باغيروف جاء بالاسرى الارمنيين بالحافلة و سلمهم الى اصحابهم و كذلك هو قام بتكفين القتلى الاذربيجانيين في مسجد آغدام و دفنهم فيها و أيضا استسلم الاسرى الاذربيجانيين. لقد سُجلت الفيديوهات تعكس على الوقائع المرعبة التي حدثت في خوجالي من قبل الصحفي العسكري سيد آغا موسملي و جينكيز مصطفاييف خلال حوار بين البطل الشعبي الله وردي باغيروف و العقيد الارميني فيتالي بالاسيان بخصوص انقاذ الاسرى . شارك المقدام الاذربيجاني الله وردي باغيروف مع مقاتليه في عملية اخراج 85 جثة من الشهداء من ساحة المعركة بما فيهم جثتي البطل الشعبي أليف حاجييف وعقيل قولييف. لقد التقط المصور الصحفي ل”رويترز” فريدريكا لاجن صور تلك الجثث خلال تفريغها من شاحنتين بالقرب من مدينة آغدام مساء. في مقابلته الصحفية مع جريدة “نيويورك تايمز” وصف ف. لانجين ما رآه : “احصيت 35 جثة في الشاحنة الاولى و كان عدد الجثث في الشاحنة الثانية مثل الاولى و كان بعض منها مقطوعي الرؤوس و تم احراق الكثير من القتلى و كانوا رجالا جمعاء و ارتدى بعضهم زيا عسكريا” في الحصيلة جمع مقاتلو البطل الشعبي الله وردي باغيروف حوالي 180 جثة من مناطق كاتوك و ناخشيفانيك و عسكران و خوجالي ونقلوها الى مسجد آغدام. و اصبح عددا كبيرا من الجثث مشوهة و لا يمكن التعرف عليها. حينما وصل جنكيز مصطفاييف الى الموقع مع مجموعة من الصحفيين الاجانب في 2 مارس قد تم مُثلى معظم الجثث و اصبحت مشوهة. على ما قول الصحفي جينكيز مصطفاييف لجريدة “ازفستيا”: “قام الارمن بتشويه الجثث و مثلاها خلال عدة أيام”. أكد صاحب تأليف “الحديقة السوداء” توماس دي وال على انه لقي 485 شخصا حتفهم ( بما في ذلك الذين ماتوا بسبب التجمد ) نتيجة الواقعة المأسوية. بشكل عام بعد هذه المأساة الدموية للبشرية استقر مؤقتا 14577 نازحا من منطقة خوجالي في 52 مدينة و محافظات آذربيجان الاخرى.
أخبر الباحث العلمي إلنور مصطفاييف بان البعض من الادباء الارمن قد اعترف بالابادة الجماعية التي ارتكبتها القوات المسلحة الارمينية في مدينة خوجالي. وفق اعتراف الكاتب الارميني ماركار ملكونيان “بأن خوجالي كانت هدفا استراتجيا و لكنها ايضا كانت انتقاما من الاذربيجانيين”. يشير الكاتب الارميني الى أهمية دور أسلحة عصابتي “آرابو” و”آرامو” و يصف بالتفصيل كيف قتل الارمن سكان خوجالي المسالمين بالاساليب الوحشية.
قال د. سبحان علي أكبر طالبلي الكاتب و الصحفي الارميني الاخر داويد خيرديان يذكر بفخارة اعمال الارمن الوحشية التي قاموا بها حول الاذربيجانيين بمنطقة خوجالي في كتابه “لاجل الصليب”. ويكتب الكاتب الارميني داويد خيرديان في الصحفات 19-76 من كتابه “لاجل الصليب” عن مجزرة خوجالي: ” في برودة الصباح قمنا ببناء الجسر من جثث القتلى لعبور المستنقع بالقرب من منطقة داشبولاغ. و انا لم ارغب العبور عن الجثث و اشار العقيد الارميني اوهانيان الي ان لا اخاف. بدأت بالمشي واضعا قدمي على صدر فتاة تبلغ من العمر 9-11 سنة. قد تلطخت اقدامي و بنطلوني بالدم. و هكذا مررت من جثث ما تقرب من أكثر من 1200. في 2 مارس قامت المجموعة الارمينية المعنون بجافلان (التي تشتغل بحرق الجثث) بجمع جثث حوالي 2000 من المغول الاتراك الوقح و حرقتها بالاقسام المتغايرة على بعد واحد كيلومتر من خوجالي. في الشاحنة الاخيرة رأيت فتاة مصابة من الرأس و الذراع و تبلغ من العمر 10 سنوات. و شاهدت انها تتنفس ببطء. على رغم من الجوع و البرودة و الاصابات الشديدة هي كانت في قيد الحياة. انا لن انسى ابدا عيون هذه الفتاة التي تناضل مع الموت. ثم امسك الجندي الارميني تيغرانيان بأذنيها و القى الى الجثث المغتاة بزيت الوقود. و بعد ذلك أحرقوا الجثث و كانت تُسمع صرخات البكاء و المساعدة و الانات من الشعلة “.
وأشار د. سبحان علي أكبر طالبلي الى الكاتب والشاعر الارميني زوري بالايان أنه يكتب في تأليفه “نشأة الروح” عن مجزرة خوجالي التي ارتكبوها في 26 فبراير عام 1992: “عندما دخلت انا و خاشاتور المنزل الذي استولينا عليه في خوجالي و قام جنودنا بتسمير صبي آذربيجاني يبلغ من العمر 13 عاما على النافذة. وأدخل خاشاتور ثدي ام الصبي المقطوع الى فمه لكي لا يحدث الضوضاء. ثم سلخت جلد الصبي الاذربيجاني ابن 13 عاما من رأسه و صدره و بطنه. و نظرت الى الساعة و بعد 7 دقائق مات الصبي من فقد الدم. وكانت تعتز روحي بالفرح. بعد ذلك قام خاشاتور بتقطيع جثة الصبي المتوفى و القاه على الكلاب. في المساء نفذنا نفس الفعل على ثلاث اطفال آذربيجانيين اخرين. وانا أديت وظيفتي لكوني الارميني. و انا اعرف ان كل ارميني سيفتخر بأعمالنا”.
وأوضح الباحث العلمي إلنور مصطفاييف أن رئيس دولة ارمينيا سيرج ساركيسيان أجاب على السؤال الذي وجهه الصحفي اليه هل هو يأسف لمقتل آلاف الاشخاص فيما يتعلق بأحداث خوجالي قائلا : ” قبل خوجالي اعتقد الاذربيجانيون ان الارمن يمزحون معهم ويظنون ان الارمن لا يمكنهم ان يفعلوا شيئا ضد الاذربيجانيين. واستطعنا كسر هذه الصورة النمطية وهذا ما حدث و انا لا اندم حتى لو مات آلاف الناس و مثل هذه الاجراءات القاسية ضرورية”.
وقال د. سبحان علي أكبر طالبلي ان اول مرة لفت الصحفي رهبر بشير أوغلو انظار الجماهير الى مجزرة خوجالي مع الصور الملتقطة من المذبحة التي ارتكبتها المسلحون الارمن و نشر المقالات عن الاحداث التي تجري في خوجالي في جرائد “ميليات” و “واشنطن بوست” و “نيويورك تايمز” و “بوسطن غلوب” و غيرها من وكالات الانباء العالمية الشهيرة. قد تم اعتماد يوم 26 فبراير “يوم مجزرة خوجالي” بمبادرة رئيس جمهورية آذربيجان حيدر علييف عام 1993. وفقا لقرار المرقم 498 بتأريخ 25 فبراير عام 1997 والذي اصدره الرئيس الاذربيجاني السابق حيدر علييف ، يتم الاعلان عن دقيقة صمت وقفة احترام لذكرى ضحايا الابادة الجماعية في خوجالي.
أكد رئيس جمهورية آذربيجان الهام علييف عن مذبحة خوجالي عام 2014 قائلا : ” الابادة الجماعية في خوجالي صحفة دموية و استمرار لسياسة التطهير العرقي و المجزرة التي انتهجتها القوميون المتطرفون الارمن و حلفائهم ضد شعبنا لما يقرب من مائتي عام”
أعرب د. سبحان علي أكبر طالبلي في الوقت الحاضر تم تحديد التعريف بالابادة الجماعية في خوجالي باعتباره احد الاتجاهات الرئيسية لسياسة آذربيجان الخارجية. بصرف النظر عن آذربيجان اعترفت باكستان و السودان خوجالي بأنها الابادة الجماعية على الاطلاق. في 20 نوفمبر عام 2012 اتخذت الجلسة 39 لمجلس وزراء الخارجية ضمن منظمة التعاون الاسلامي في جيبوتي قرارا يعترف الجرائم المرتكبة في خوجالي بابادة جماعية. اصدرت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الباكستاني قرارا يدين الابادة الجماعية بشدة ضد المدنيين في خوجالي. اتخذت المكسيك في 22 فبراير 2012، كولومبيا في 24 أبريل 2012، جمهورية التشيك في 19 فبراير 2013، البوسنة و الهرسك في 26 فبراير 2013 ، بنما في 7 أغسطس 2013، بيرو في 2 فبراير 2012، الاردن في 2016، جمهورية جيبوتي في 2017، و اسكتلندا في 2017 قرارا يعترف بمجزرة خوجالي و كذلك اعتمدت 22 ولاية امريكية وثيقة بشأن خوجالي. و في 15 فبراير عام 2003 ناشد اللاجئون من خوجالي منظمة الامم المتحدة ومجلس اوروبا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا.
كان الغرض الرئيسي من هذا النداء لفت انظار منظمة الامم المتحدة و مجلس اوروبا و منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى حقيقة الابادة الجماعية في خوجالي التي حدثت في 26 فبراير عام 1992 و ايضا نيل اتخاذ القرارات الحقوقية و السياسية بخصوص هذه الجريمة الدموية. قضت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في 22 ابريل 2010 بأن مقتل المدنيين الاذربيجانيين في خوجالي كانت عملا خطيرا و يمكن اعتباره جريمة عسكرية او جريمة ضد الانسانية.
أوضح الباحث العلمي إلنور مصطفاييف أنه كانت هذه السياسة الاحتلالية التي ينتهجها الأرمن شاملة على المجازر و الابادة الجماعية كما كان الحال في جميع الأزمنة. وقد خلفت العداوة الحربية الأرمينية خلال الفترة ما بين 1988-1993م أكثر من 20 ألف أذربيجاني قتلى وأكثر من 100 ألف منهم جرحى فضلا عن إعاقة أكثر من 50 ألف آخر بخسائر مختلفة الخطورة. وفي الوقت ذاته، قد قام أرمينيا بتنفيذ سياسة الإرهاب الحكومي والإبادة الجماعية علانية بتنفيذ 373 هجوم إرهابي عموما في مختلف مجالات الحياة ومن ضمنها تفجير حافلات المواصلات العامة والقطارات و مترو باكو و اسقاط المراكب النقلية الجوية و تدمير المناطق السكنية والاماكن المدنية والحكومية وغيرها، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1200 مسالم مدني وإصابة أكثر من 1700 آخر.
أعرب الباحث العلمي إلنور مصطفاييف في الختام في الوقت الحاضر ما زال 20 في المائة من أراضي أذربيجان تحت الاحتلال الأرميني. وأدى الاحتلال الأرميني إلى تدمير ونهب وسلب وتهريب ما يقرب من 900 منطقة سكنية و22 متحفا و4 معارض للفنون الجميلة واللوحات و 9 قصور ذات الأهمية التاريخية الأثرية، و 44 معبدا دينيا بما فيها 9 مساجد قديمة فريدة من ناحية التأريخية و المعمارية فضلا عن القضاء على أكثر من 4 ملايين كتب والمخطوطات التاريخية الثمينة لدى 927 مكتبة. و ايضا اقتصاد أذربيجان تعرض لضرر كبير وتكبد بأكثر من 320 مليار دولار.